أعلان الهيدر

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

الرئيسية ال تعساء حسب اخر إحصائيات معهد الأرض العالمي

ال تعساء حسب اخر إحصائيات معهد الأرض العالمي

نحن تعساء حسب اخر إحصائيات معهد الأرض العالمي
عبد الله عياش ـ هبة بريس

تقزم الشعب المغربي في الصف 11 من أصل  144  دولة امتلاكا للسعادة حسب آخر الإحصائيات التي نشرها معهد الأرض  .. شعب شقي ترى لماذا ؟ حبائل الحزن من أين تأتي ؟ أفعلا نحن منتوج موجه للوجع بلا طقوس .
.. شعب له من ذاكرة الجرح كل بطاقات الاعتماد .. أمة في أوج النزيف وكل الطلقات موجهة نحو القلب.. شعب كلما أراد أن يغني على شاطئ السعد يتحايل عليه (غفلة) وجع النفي..
أيها الشعب .. أجمل ما فيك أنك تعوذت على المكوث تنتظر آخر الطلقات التي بإمكانها أن تزيح عنك اليأس ..
متعوذ أن تظهر عليك كل أصناف البشرية لترسم على جسدك فزاعات الانتظارات ..متعود أن تبصر الآخر يترنح شهوة لأجل الظفر بكل شيء بينما أنت تسبح في مستنقع القناعة الممجدة، وان طال الأمد فاركض إلى موتك الأبدي معلولا.
..يسرا سأقتحم عليك أيها القارئ وقتك لنقرأ معا طلاسم بطاقتنا الحزينة.. ولا اشك أننا سنحترق معا..
تعاستنا خريجة أفلام من إخراج ساستنا .. أولئك المنحازون شهوة لتدمير أعراس الفقراء.
., تعاستنا وليدة حياة مقتول فيها الضمير ، ونعرف جيدا أننا أزمة تعمير بالنسبة إليهم ، لذلك فهم يؤجلون موتنا المحقق للاستئناس بنا ..
.. تعاستنا تنموا من فرط مشاهد يخرجها المكنون عجرفة ورفاها ورغدا في كل دروب المغرب الغير النافع .. وحينما ينعطف بهم الليل الأخير يقرؤون أوجاعنا على مسامع صبيانهم كي تخلد أجفانهم للنوم ...
تعاستنا تدخل أوردتنا لأن زغاريد الفرح سافرت بلا رجعة .. نحن نخاف زوال القوت.. نخاف المرض .. نخاف الحياة .. ونخشى أم نبقى على نفس الحال ..
سجل يا تاريخ .. أن التعاسة تاتينا من حر الوجع المشتعل وليس من سبب سوى أن المعادلة تتضمن غالبا ومغلوبا ، غالب يجتر التخمة ومغلوب يأكل الجوع ..
نحن تعساء لأن الزاد يكاد ينتهي بينما رجالات الدولة تسارع في رفع فاتورة البقاء ... مستشفيات  منهكة من فرط التقادم .. قرارات جائرة تسمى في علم النفاق ائتلاف .. رئيس حكومة يخذل المستقبل.. وشباط يركن الرصيف ينتظر الطعن.. مهرجانات بالملايير بينما نحن تعساء .. برلمان تمشي فوق خشبته بهكنة كوميدية .. مجلس مستشار أقحم زيادة.. لذلك فنحن لا نعلم ما يمكن أن يقع غدا..
تعساء لأن كل شيء في المزاد... شرف .. . أخلاق .. قرارات... ويحاك الكثير ضد المصلحة لذالك نحن أشقياء.
الطفل تعيس لأن الأب يقحم تكاليف الحياة مع تعامله اليومي مع الأبناء فيكون المنزل حلبة صراع يخرج المسار المعيشي لانشقاق وقطيعة تقترب للسخط.
الأم تعيسة لأنها تواكب مهزلة العيش المستحيل ولا تجد من سبيل سوى الإنصات لمهزلة العيش الرجيم.
الطالب تعيسا لان آفاق المستقبل تحده هراوات الداخلية أما مصروف الحياة فلن يتعدى إكراميات الأخت الزاهدة في المتاع ليلا.
المعلم تعيس فقط لأنه يأمل في الانعتاق مجددا من رحم المحدودية .
الأستاذ تعيس ولا نرى في تعاسته مبررا ، وقد يكون سعيدا إذا أراد بالفعل أن يحيا .
المجتمع أفرادا تعساء لأن الحياة بدأت تستحيل في ظل الفوضى العارمة التي أربكت طريق العلاقات.
كل شيء بدا في غير محله ،لا ثقة في المستقبل المهيأ قصدا لكي يبقى البعض يعض بالنواجذ على " البزولة "
تعساء فعلا لأن الممر الذي نقصده في مرات عديدة لا نكاد نصله حتى يدركه أصحاب الشكارة فيفسدون حاله ويلوون على المتحصل  منه بالكم الوافر .
تعساء بكل تأكيد لان الاستمرار  في سياسة  تفقير الفقير واغناء الغني  لا أمل  لنا في أن يتنازل عنها أولئك الفاتحون كما يعتقدون .
تعساء.. لأن السلطة والمال يلعبان دور المايسترو الذي يحرك الرعيع كما تشاء الأنفس المريضة ، ومن ثمة قلا سبيل للعيش الكريم وسط الأنذال .
تعساء.. لأن القلة تحيطنا بالتحقير والتذليل والاهانة .. مع أن الكل يحمل نفس اللون والملة
تعساء... لأنهم يريدون .. ونحن نريد... ولن يكون إلا ما رسموه مسبقا .. لدالك ستسمر التعاسة وسننزل لأخر الرتب من حيث السعادة ... شكرا لأننا تعساء ... شكرا لأننا أصبحنا أرقاما تعيسة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.