الخميس 12 فبراير 2015 - 14:00
ارتقى المغرب في سلم حرية الصحافة الخاص بعام 2015 وتقدم بست درجات عن تصنيف العام الماضي ليحتل المرتبة 130 من أصل 180 دولة في هذا التصنيف الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود، كما حقق بعض الارتفاع في معدله العام بحوالي 0.53 ليصل إلى معدل 39.19، إذ أشادت المنظمة بـ"تقدم المغرب" في مشاريع التشريعات الخاصة بالصحافة، إلا أن هذا التقدم لم يشفع للمغرب في الخروج من "الدائرة الحمراء" التي تعد ثاني أكثر الدرجات سوءًا على هذا السلم.
وبرّرت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرًا لها هذا الترتيب الجديد للمغرب بمشاريع إصلاح القوانين التي أعلنت عنها وزارة الاتصال، وهي مشاريع "قانون الصحفي والنشر" و"وضعية الصحافي المهني" و "المجلس الوطني للصحافة"، إذ أظهرت هذه المشاريع نوعًا من التقدم، خاصة فيما يتعلّق بحذف العقوبات السالبة للحرية.
بيدَ أن المنظمة استدركت بأن المغرب مطالب بإجراء بعض التعديلات كي يحترم المعايير الدولية الخاصة بحرية الصحافة، إذ قالت في تقريرها:" رغم أن المغرب عرف خلال عام 2014 ارتفاعًا طفيفًا في ترتيبه، إلا أن حرية الصحافة فيه تعترضها بعض المعيقات، سواء على مستوى النصوص، أو مستوى ممارسات 'الخطوط الحمراء' التي تتحدد في المؤسسة الملكية، والإسلام، والوحدة الترابية، فضلاً عن منع بعض المنشورات تحت مبرّر ازدراء الأديان".
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتزحزح فيها المغرب من المركز 136 منذ التصنيف الخاص بعام 2012، إذ بقي في هذه المرتبة ثلاثة مواسم متتالية، كما أنها المرة الأولى التي يحقق فيها تقدمًا على هذا السلم منذ عام 2006 الذي كان يحتل فيه المركز 97، إذ لم يعرف مركزه بعدها غير التدهور أو الاستقرار في هذا المؤشر الذي يعتمد في تصنيفه للدول على المعايير التالية: التعددية، استقلالية وسائل الإعلام، واحترام سلامة وحرية الصحفيين.
وفيما يتعلق بالدول الأخرى، لا تزال فنلندا في المرتبة الأولى منذ خمس سنوات، متبوعة بالنرويج والدنمارك، أما في نهاية القائمة، فقد احتلت ارتريا المركز الأخير، وقبلها كوريا الشمالية، وتركمنستان. بينما تململت فرنسا شيئًا ما من مركزها، وتقدمت بدرجة واحدة لتحتل المرتبة 38، في حين تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث درجات إلى الوراء، واحتلت المرتبة 49.
وفيما يخصّ المنطقة العربية، فقد ترّبعت موريتانيا على رأس القائمة بحلولها في المرتبة 55، متبوعة بالكويت في المرتبة 90، ثم لبنان في المرتبة 98، فقطر في المرتبة 115، وبعدها الجزائر في 119، بينما كان نصيب المغرب المرتبة الثامنة في هذه القائمة، وحلّت سوريا في ذيل الترتيب العربي بوجودها في المرتبة 177.
وبشكل عام، يُظهر هذا التصنيف حسب المنظمة "مدى التدهور العام الذي شهدته حالة حرية الإعلام في 2014. فسواء كان ذلك بسبب الصراعات أو التهديد المتزايد الذي تشكله الجهات غير الحكومية أو الانتهاكات المرتكبة خلال المظاهرات أو الأزمات الاقتصادية والمالية، فإن وضعية حرية الصحافة شهدت تراجعًا في جميع القارات الخمس".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق