في مدينة العرفان - المدينة الجامعية - في الرباط، يفتح مركز البحث العلمي الوحيد في المغرب أبوابه لـ"العربية.نت" في زيارة صحافية هي الأولى من نوعها للإعلام، للوقوف على مختبرات مغربية تعمل فيها كفاءات مغربية من أجل التوصل إلى اختراعات واكتشافات جديدة من أجل "تطوير المغرب".
ففي العام 2007، بدأت حياة المؤسسة المغربية للأبحاث والاختراعات والعلوم الدقيقة، واختصارا معروفة تحت اسم "مصير"، وهي أول مركز مغربي للبحث العلمي المعمق، مستقل عن الحكومة، ففي 2008 استثمرت الحكومة المغربية 500 مليون درهم، وكانت الخطوة الأولى، ولهذه المؤسسة مجلس إدارة - قيادة - يتكون من مؤسسات حكومية وشركات مغربية كبرى.

نموذج مغربي في البحث العلمي

في حوار مع "العربية.نت"، يوضح مدير "مصير" هشام بوزكري أن مؤسسته في 2011، شرعت في الإنتاجية كنموذج مغربي في البحث العلمي، كاشفا عن نجاح المؤسسة في منح الأطر المغربية إطارا مناسبا للبحث والاشتغال، ما مكن من تحقيق أول تجربة في الاستجابة لحاجيات المقاولات المغربية.
وفي الطابق تحت أرضي، في بناية مصير في الرباط، التقينا بأبو القاسم قيس (47 عاما)، حاصل على الدكتوراه من كندا في الهندسة الكيميائية، بعلامة A، ويكشف عن نجاحه مع فريق عمله في استخراج مادة من الطين في المغرب، تصلح كإضافة إلى البلاستيك، ما يجعله قابلا للتحلل في الطبيعة في سنوات قليلة، وهذا حل مغربي لإشكال بيئي.
ففريق عمل الدكتور أبو القاسم بدأ "رحلة سبر أغوار الطين في 2010"، ونجح في تفكيك المكونات الدقيقة للطين أي الذرة، ما مكن من عزل إضافات صالحة للصناعات البلاستيكية تحت اسم علمي هو AditifOxobio، وتتميز هذه الإضافات بأنها "صديقة للبيئة"، وقريبا "ستدخل إلى الصناعات البلاستيكية مغربيا".

2014: 30 اختراعاً مغربياً

ففي العام 2014، قدم مصير "30 براءة اختراع جديد" بحسب هشام بوزكري، مدير عام مصير، وفي العام 2013، وصلت براءات الاختراع إلى 24، ومن أهداف مصير "إيجاد فرص جديدة للعمل" للكفاءات العليا المغربية، مع "تقوية الموقع التنافسي للشركات المغربية"، إضافة إلى "البحث عن إنتاج علمي".
و"مصير" كمؤسسة للبحث العلمي، تمثل اليوم الذراع المغربية في تطوير البحث العلمي، وفي براءات الاختراعات الجديدة، وفي مجال تزويد الشركات المغربية بالاختراعات وبالحلول التكنولوجية الحديثة.
وبحسب مدير المؤسسة "فـ80% من أبحاث مصير تتوفر على حاضن أو شريك من المقاولات المغربية، والباحثون المغاربة، وعددهم في "مصير" 180، ليسوا موظفين، ولكنهم نبغاء، كما أن المؤسسة لديها حسا وطنيا - قوميا - لتقديم قيمة مضافة للمغرب".

إجابات مغربية عبر البحث العلمي

يوضح مدير "مصير" أن "هاجس مؤسسته هو إيجاد إجابات عن قضايا التطور التقني والصناعي في المغرب، عبر البحث العلمي"، معلنا أنه في 2013 سجل "مصير" 23 شراكة مع مؤسسات مغربية حول مشاريع للبحث العلمي.
ويحاول مصير "التأسيس لاقتصاد جديد وتنافسي عالميا"، ويتوقع في "20 عاما أن يتوفر المغرب على صناعة دوائية محلية".
ومن إنجازات "مصير" تطوير برنامج معلوماتي يمكن من حل مشكل زحمة المرور في المدن الكبرى في المغرب، من خلال استعمال كاميرات مرتبطة بغرفة للمراقبة.